اقتصادية

آمنة ميرغني.. أول امرأة تتولى قيادة بنك السودان المركزي في لحظة فارقة

متابعات-مرآة السودان-آمنة ميرغني.. أول امرأة تتولى قيادة بنك السودان المركزي في لحظة فارقة

آمنة ميرغني.. أول امرأة تتولى قيادة بنك السودان المركزي في لحظة فارقة

الخرطوم – متابعات-مرآة السودان

في خطوة غير مسبوقة في تاريخ السودان المالي، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قرارًا بتعيين الدكتورة آمنة ميرغني حسن التوم محافظًا لبنك السودان المركزي، خلفًا للمحافظ المقال برعي الصديق. وجاء القرار في ظل ظروف اقتصادية معقدة يعيشها السودان، ما يجعل المهمة الجديدة واحدة من أكثر المناصب حساسية وتأثيرًا في البلاد.

من قاعة الاقتصاد إلى مقعد الحاكم المالي

تُعد آمنة ميرغني من الكفاءات الاقتصادية المعروفة داخل الجهاز المصرفي السوداني. فهي خريجة كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم بدرجة الشرف في إدارة الأعمال، وتحمل ماجستيرًا في المحاسبة والتمويل من جامعة الجزيرة. كما نالت عددًا من الدورات المهنية المتقدمة في مجالات الإدارة والموارد البشرية والرقابة المالية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة.

خبرة طويلة في مفاصل البنك المركزي

خلال مسيرتها المهنية، شغلت ميرغني مناصب رفيعة داخل بنك السودان المركزي، أبرزها مديرة عام الأسواق المالية، وهي الإدارة المسؤولة عن إدارة النقد الأجنبي والسياسات المصرفية. كما تولّت إدارة مطابع السودان للعملة، إضافة إلى منصب مدير عام مجموعة تنمية الصادرات التابعة لهيئة الصناعات الدفاعية.

وقد عُرفت داخل المؤسسة المصرفية بانضباطها الإداري وحرصها على تعزيز الشفافية في إدارة الموارد النقدية، رغم تعرضها في فترات سابقة للإبعاد المؤقت خلال فترة لجنة إزالة التمكين.

قرار في توقيت حساس

يأتي تعيين ميرغني في مرحلة دقيقة، حيث يواجه السودان ضغوطًا اقتصادية متزايدة بسبب الحرب الدائرة وانكماش حركة الصادرات، إضافة إلى التحديات المتعلقة بسوق الذهب وإدارة الاحتياطات النقدية.

ويرى مراقبون أن هذا التغيير يعكس رغبة القيادة في ضخ دماء جديدة داخل القطاع المالي، وإعادة الانضباط إلى السياسات النقدية بعد خلافات متكررة حول آليات إدارة عائدات الذهب والسيولة.

رمزية ودلالة

يشكّل تعيين آمنة ميرغني حدثًا تاريخيًا باعتبارها أول امرأة تتولى منصب محافظ بنك السودان المركزي منذ تأسيسه، ما يعكس تطورًا في نظرة الدولة لدور المرأة في مواقع صنع القرار الاقتصادي.

ويرى محللون أن نجاحها في إدارة البنك سيُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة الكفاءات النسائية على مواجهة التحديات الكبرى في الاقتصاد السوداني.

تطلعات المرحلة المقبلة

وفق مصادر داخل البنك المركزي، من المتوقع أن تضع المحافظ الجديدة أولوياتها في استقرار سعر الصرف، ضبط السيولة النقدية، وإعادة بناء الثقة مع المصارف الإقليمية والدولية. كما يُنتظر أن تراجع السياسات المتعلقة بتصدير الذهب وتحويل عائداته إلى النظام المصرفي الرسمي.

ختامًا، يقف السودان اليوم أمام لحظة فارقة في مسيرته الاقتصادية، تقودها امرأة تحمل خبرة عميقة في أروقة المال وإدارة النقد.

ويبقى السؤال المطروح: هل تنجح آمنة ميرغني في إعادة التوازن لاقتصاد أنهكته الحرب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى